"فرسان الشفافية" يستعدون لمواجهة الفساد في الأردن

الأردن - Monday, August 14, 2017


تسعى "أهداف التنمية المستدامة" إلى استكمال ما لم تنجزه "الاهداف الإنمائية للألفية"، وتشمل مجالات تركيز جديدة، يتمثل أهمها في الهدف 16 الذي يرمي إلى تعزيز المجتمعات السلمية والشاملة للجميع من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وتوفير إمكانية الوصول إلى العدالة للجميع، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة على جميع المستويات.  إحدى مقاصد الهدف 16 هي "الحد بدرجة كبيرة من الفساد والرشوة بجميع أشكالهما"، وهي غاية بالغة الأهمية بالنسبة للمنطقة العربية التي سجلت 32.71 نقطة من أصل 100 نقطة على "مؤشر مدركات الفساد" الصادر عن "منظمة الشفافية الدولية" للعام 2016 مقارنة بمتوسط ​​عالمي بلغ 42.94 نقطة. يتعاون منذ مدة طويلة كلٌ من "مركز الشفافية الأردني" والمشروع الإقليمي لـ "مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في البلدان العربية" التابع لـ "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" بهدف دعم جهود الأردن في التصدي للفساد وتمكينه من إحراز مزيد من التقدم في هذا المجال، والآن أصبح لديهم حليفًا جديدًا لهذا الغرض، فمنذ بداية العام 2017، يعمل الطرفان في إطار مبادرة إقليمية مع عدة جامعات في عدد من المحافظات الأردنية لرفع مستوى الوعي لدى الطلاب حول مكافحة الفساد، ودعم المتحمسين منهم في التشبيك والإنخراط بشكل أكبر في المناقشات ذات الصلة على الصعيد الوطني.

في هذا الإطار، اجتمع خمسة وعشرون طالبًا جامعيًا من "فرسان الشفافية"، وهي مجموعة شبابية تابعة لـ "مركز الشفافية الأردني"، في عمّان بتاريخ 9 أغسطس/آب تحضيرًا لإطلاق مواجهتهم مع الفساد. طوال أسبوع، عمل الطلاب المتطوعون في خمسة فرق مؤلقة من طالبين على تحضير بحوث حول المعايير الدولية لمكافحة الفساد ومدى تطبيقها في الأردن، ثم قدموا عروضًا بخلاصات ما توصلوا إليه أمام زملائهم، وقدموا أفكارهم حول المواضيع المطروحة وتصوراتهم بشأن ظاهرة الفساد وسبل تعزيز دور الشباب في محاربتها.  

شكلت هذه البحوث فرصة أمام الطلاب للتعرف على "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد" - وهي الصك القانوني العالمي الوحيد الملزم في مجال مكافحة الفساد – وعلى أبرز أحكامها وآلية استعراض تنفيذها. كما تمّ تسليط الضوء على إجراءات الأردن وإنجازاته في مكافحة الفساد حتى تاريخه، ومن ضمنها إنشاء "هيئة مكافحة الفساد" في العام 2006 وتطويرها بعد ذلك لتصبح "هيئة النزاهة ومكافحة الفساد" في العام 2016، فضلا عن "الاستراتيجية الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد" لفترة 2017-2025.  إستمعت لجنة مؤلفة من ثلاث خبراء الى عروض الطلاب، وضمت ممثلين عن الجهتين المنظمتين، حيث قاموا بتقديم ملاحظاتهم التقنية الى كل فريق بهدف مساعدتهم على تحسين أدائهم، وقد قام السيد أركان السبلاني، مدير المشروع الإقليمي لـ "مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في البلدان العربية" التابع الى "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" بتهنئة جميع الشباب على جهودهم، مشيرًا الى أن "هذا اللقاء ليس إلا بداية لرحلة طويلة، تشكل فيها الجهود التي يبذلها كل فرد مفتاحًا نحو بناء مؤسسات أكثر شفافية وأقل فسادًا في المستقبل".

في الختام، منحت لجنة الخبراء المرتبة الأولى الى عرض الشابتين لارا عبيد وبراءة غياضة اللتان تناولتا فيه آلية استعراض تنفيذ "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد".




للرجوع الى أعلى الصفحة