لقاء إقليمي يؤسس لتحالف إقليمي نسائي يجمع بين مكافحة الفساد ومحاربة التمييز ضد المرأة

المنطقة العربية - Monday, July 25, 2022


نظّم المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربيّة بالشراكة مع حكومة كندا لقاءا إقليميا في بلدة برمانا الجبلية في لبنان بتاريخ ٢٥ و٢٦ تموز/يوليو ٢٠٢٢ وذلك بهدف دعم إنشاء تحالف نسائي إقليمي يعمل على الربط بين مكافحة الفساد وجهود تحقيق العدالة الجندرية. شارك في اللقاء بشكل حضوريّ وافتراضي عبر منصّة "زووم" أكثر من ٢٠ سيدة ناشطة ذات اختصاص في مجال مكافحة الفساد تتولى كل منهن منصبا قياديا في القطاع العام أو المجتمع المدني أو في الأوساط الأكاديميّة.

 

في كلمتها الافتتاحيّة، رحّبت السيدة نجلا رياشي، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في لبنان، بالمشاركات وتحدثت عن الأثر السلبي للفساد على وضع المرأة في المنطقة العربية حيث تعاني النساء من أشكال متعددة من التمييز والتهميش، وأكّدت الوزيرة على أهميّة اللقاء وضرورة العمل على متابعة تطبيق مخرجاته في المرحلة القادمة، وأشارت إلى التزامها القوي بدعم إدماج منظور النوع الاجتماعي في إصلاحات مكافحة الفساد كي تسهم هذه الإصلاحات أيضا في تمكين المرأة وحماية حقوقها، معبرة عن استعدادها لترجمة هذا الامر على أرض الواقع بالتعاون مع الأطراف المعنيين في لبنان وفي إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.

 

تلا ذلك كلمة للسيد أركان السبلاني، رئيس المستشارين الفنيين الإقليمي لشؤون مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة لدى مركز برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي الإقليمي في الدول العربيّة، حيث شرح طريقة العمل التي ينتهجها البرنامج في اطار هذه المبادرة موضحا أنه سيستمر في عقد لقاءات اقليميّة لدعم السيدات في تطلّعهن لبناء وتفعيل التحالف الإقليمي، مضيفًا أنه بموازاة ذلك سيتم عقد لقاءات على مستوى دول محددة في مرحلة تجريبية بهدف ادماج خصوصياتها الوطنية في الحوار الإقليمي ودعم خطوات متابعة ملموسة بدءا في الوقت الراهن في الأردن والعراق ولبنان على أن يتم العمل على توسيع دائرة الدول المشاركة في المرحلة القادمة، وختم بالإشارة الى أن هذا العمل سيتواكب مع إنتاج مجموعة أوراق لتكون بمثابة خلفيّة ومنطلقًا للعمل الذي سيتبع اللقاءات الاقليميّة واللقاءات الوطنيّة وصولا الى انتاج وثائق إرشادية على المستوى الإقليمي حول إدماج المنظور الجندري في الإستراتيجيات الوطنية لمكافحة الفساد وفي والبرامج والمبادرات القطاعية ذات الصلة.

 

الجلسة الأولى من اللقاء كانت تحت عنوان "معالجة الفساد من منظور النوع الاجتماعي في المنطقة العربيّة" والتي أدارتها الدكتورة سارة ديكس، وهي خبيرة رئيسة في مكافحة الفساد في مركز برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي الإقليمي في الدول العربيّة، تمّ خلالها تسليط الضوء على أهميّة العلاقة بين الفساد والنوع الاجتماعي في المنطقة العربيّة. كما استعرضت السيدة نيكولا إيلرمان، وهي مستشارة رئيسة في الحوكمة والنوع الاجتماعي لدى المركز الإقليمي، ورقة عمل أعدّها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول الاتجاهات العالمية والإقليميّة المتعلّقة بمكافحة الفساد من منظور النوع الاجتماعي، ثمّ دارت حلقة نقاشيّة بين المشاركات تمحورت حول مضمون ورقة العمل وخصوصيات العلاقة بين النوع الاجتماعي والفساد في سياق المنطقة العربية.

 

الجلسة الثانيّة كانت تحت عنوان "وجهات نظر المنظمات الدوليّة حول الحوكمة والنوع الاجتماعي" وأدارها السيد أنور بن خليفة، وهو خبير رئيس في مكافحة الفساد في مركز برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي الإقليمي في الدول العربيّة. تضمنّت الجلسة ثلاث عروض حول الحوكمة والنوع الاجتماعي. العرض الأوّل قدّمه مافارو كاسيبو، مساعد منع الجريمة والعدالة الجنائي في مكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدرات والجريمة. العرض الثاني قدمته الكسندرا دير، مستشارة السياسات في المرأة والسلام والأمن في هيئة الأمم المتحدة للمرأة. العرض الأخير قدّمته السيدة نعيمة بن واكريم، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الشفافيّة الدوليّة في المغرب. انتهت الجلسة الثانيّة بمناقشة عامّة تناولت العروض، واختُتم اليوم الأوّل من اللقاء الثاني بملاحظات ختاميّة.

 

تسلّمت في اليوم الثاني إدارة نقاش الجلسة الثالثة السيّدة حكيمة غُرّي، خبيرة في شؤون الحوكمة والنوع الاجتماعي، والتي كانت تحت عنوان "تجارب من الدول العربيّة حول العلاقة بين الفساد والنوع الاجتماعي". احتوت الجلسة أربعة عروض عن تجارب عدد من السيدات القياديات المشاركات من البلدان العربيّة والتيّ قدّمتها كل من الدكتورة نايلة شعبان، عميدة كليّة العلوم القانونيّة والسياسيّة والاجتماعيّة في جامعة قرطاج في تونس، والدكتورة عناية عز الدين، نائب في البرلمان اللبناني، ورئيسة اللجنة البرلمانيّة للمرأة والطفل، والدكتورة منال عبد الهادي، مديرة عامة لإدارة البحوث والدراسات في هيئة النزاهة الاتحاديّة في العراق، والدكتورة رانيا بدر، نائب رئيس تحالف "رشيد" للنزاهة والشفافيّة في الأردن. سلّطت الجلسة الضوء على وجهات نظر المتحدثات وشهاداتهن الحية من تجاربهن حول العلاقة التفاعليّة بين الفساد والنوع الاجتماعي وكيفيّة تأثيرها بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمرأة على مستوى المنطقة عموما وفي بلدانهن خصوصا.

 

في الجلسة الرابعة والأخيرة تمّت مناقشة أفاق إنشاء التحالف النسائي لمكافحة الفساد والنزاهة في البلدان العربيّة، وتم مناقشة سبل تطوير سياسات ملموسة تطوّر من كفاءة وفعاليّة استراتيجيّات وآليات مكافحة الفساد من أجل تحقيق تنمية مستدامة للجميع. كما كان للسيّد أركان السبلاني مداخلة تكلّم فيها بشكل مفصّل عن اعتبارات بناء التحالف وكيفيّة ارتباطه بالمبادرات الاقليميّة، تلاها مداخلة للسيدة نيكولا إيلرمان تناولت فيها مجالات العمل المحتملة للتحالف. في الخلاصة، توافقت المشاركات على مكونات الوثيقة التأسيسية للتحالف حيث سيتخذ شكل تحالف على مستوى إقليمي يجمع نساء قياديات ذوات اختصاص وتجربة في مجال مكافحة الفساد، تكمّله حلقات وطنية تشمل شخصيات أخرى من مختلف المشارب والاتجاهات التي ستصب في خدمة أهداف التحالف. أما بالنسبة لأنشطة التحالف فستجمع بين العمل البحثي والتدريبي والارشادي وذلك بغية العمل على ادماج منظور النوع الاجتماعي أو البعد الجندري في إصلاحات مكافحة الفساد على مختلف المستويات. يذكر ان فكرة انشاء هذا التحالف ارتكزت على خلاصات لقاء إقليمي تحضيري أول انعقد في بيرت، لبنان، في ٢٧ نيسان/ابريل ٢٠٢٢، ثم تبلورت خلال هذا اللقاء الثاني على أن يتم العمل على اعلان التحالف بشكل رسمي بعد استكمال كافة الاعمال التحضيرية والمشاورات اللازمة لهذا الامر بدعم من مركز برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي الإقليمي في الدول العربيّة وبالشراكة مع حكومة كندا.




للرجوع الى أعلى الصفحة